Tuesday 13 May 2008

تلاسن حاد بين دمشق والرياض والفيصل يشبّه نصر اللّه بشارون

لندن ـ القدس العربي ـ من احمد المصري: ذكرت تقارير صحافية مقربة من حزب الله وسورية إن الجلسة المغلقة للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس الاول في القاهرة واستمر لمدة عشر ساعات، شهدت سجالا عنيفا وتراشقا غير مسبوق بالألفاظ بين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والمندوب السوري لدي الجامعة العربية يوسف أحمد قبل أن يتدخل الأمين العام للجامعة عمرو موسي للتهدئة.
وبدأت الخلافات حسب ما ذكرت صحيفة الاخبار اللبنانية ، (المقربة من حزب الله) وموقع شام برس السوري في مستهل الجلسة بسبب إصرار مصر والسعودية علي أن يتضمّن البيان الختامي إدانة لقوي المعارضة اللبنانية التي سيطرت علي بيروت.
وتحدث وزير الخارجية والمغتربين اللبناني بالوكالة طارق متري رئيس وفد لبنان في الاجتماع، عن المخاطر التي تتعرض لها الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة مطالبا العرب بدعمها، كما تحدث عن حصار منزل النائب سعد الحريري ومقر الحكومة.
ورفض متري الاقتراح اليمني بأن يرأس قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان الحوار قائلاً إنه مجرد قائد للجيش وموظف ولا يمكنه الاضطلاع بدور سياسي ، في ما بدا أنه موقف تحفظ يعود إلي انتقادات من حكومة السنيورة لقيادة الجيش التي رفضت طلبه بالتصدي لمسلحي المعارضة بل وطالبت الحكومة بإلغاء قراريها اللذين تسببا في الاشتباكات.
واستهل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مداخلته بالحديث عن الحرب المجنونة التي يخوضها حزب الله في بيروت، وتناول الأمين العام للحزب حسن نصر الله مباشرة، واصفاً إياه بأنه شارون، لأنهما اتفقا علي اجتياح بيروت .
ونقل موقع الشام برس ، وصحيفة الاخبار اللبنانية ، عن الفيصل قوله إن الحكومة الشرعية في لبنان تتعرّض لحرب شاملة ولا يمكننا كعالم عربي أن نقف مكتوفي الأيدي، وإن إيران هي التي تتولي إدارة الحرب وحزب الله يريد أن يفرض علي لبنان دولة الولي الفقيه .
وأكمل الفيصل علينا القيام بكل ما يلزم لوقف هذه الحرب وإنقاذ لبنان ولو تطلب الامر إنشاء قوة عربية تتولي الانتشار سريعاً في لبنان وتعيد إليه الأمن وتحمي الشرعية القائمة .
أضاف يجب أن نخرج أولاً ببيان يدين صراحة حزب الله وإيران علي الاجتياح القائم، ونرسل تحذيراً الي المسلحين لكي يوقفوا المعركة ويتم انسحابهم، ومن ثم علينا أن نقف الي جانب حكومة السنيورة ونشكرها علي صمودها وندعم موقفها .
ورد مندوب سورية السفير يوسف أحمد علي الفيصل قائلا وزير الخارجية السوري وليد المعلم يغيب لأسباب خاصة، وإن دمشق تري ما يجري في لبنان شأناً داخلياً، وهي لا تريد التدخل، ولكن الوزير السعودي قدّم مداخلة منحازة، وعرض مجموعة من الأضاليل تحتّم عليّ التقدم بمداخلة حتي لا تصبح مواقفه حقائق .
وقال السفير السوري موجها كلامه للفيصل أنتم الآن تكشفون عن موقفكم الحقيقي والمنحاز الي جانب فئة من اللبنانيين ضد فئة أخري، وأنت تقول إن حكومة لبنان شرعية وكلنا يعرف أنها حكومة أمر واقع، وهي لا تمثل اللبنانيين جميعاً، بل تمثل جزءاً منهم .
أضاف عندما اتخذت القرارات الأخيرة بعد اجتماع دام 11 ساعة، فهذا يعني أنها كانت تعرف مضاعفات هذا الموقف، ولكنها كانت تدرس التداعيات وفقاً لوجهة نظرها، وهي التداعيات التي أدّت الي ما يجري الآن .
وتابع كما أنك تريد إرسال قوات عربية الي لبنان، هل تريد من العرب أن يذهبوا الي لبنان لمقاتلة غالبية اللبنانيين دفاعاً عن سمير جعجع الذي بات اليوم حليفكم .
قاطعه الفيصل ليس حليفنا . فرد السوري حليفكم ويتلقي منكم الدعم والأموال ايضاً، وهل تريد أن تفرض علينا مفاهيمك، وتريد أن تقول لنا إن إيران هي العدو لا إسرائيل التي تقتل الأطفال يومياً دون توقف، وتريد أن ترسل الآن القوات الي لبنان ولم تحرك ساكناً يوم كانت إسرائيل تقصف لبنان دون توقف، لماذا لم تفكر بإرسال قوات لمواجهة الاجتياح الاسرائيلي .
أضاف السفير السوري إنك تتحدث عن حزب الله بصورة عدائية، وأنت وكلنا يعرف أن هذا الحزب تغيّر كثيراً عما كان عليه يوم قام، وهو قدم التضحيات الهائلة من أجل لبنان بلده ومن أجل أمّته وهذه أثمان لا يقدمها إلا من يريد الخير لبلده. أما إيران التي لم تكن إلا الي جانب قضايانا ووقفت الي جانبنا فتريد أنت أن تفرض علينا أنها العدو .
وقال قبل مدة حين أثرنا في الاجتماع المغلق في القمة العربية ملف العلاقات العربية ـ الإيرانية كان الكل حاضرين ولم يقل أحد إنه يواجه هذه المشكلات فهذا يعني أن السعودية تريد أن تفرض هواجسها علينا وهو أمر لن نقبل به .
وقال الفيصل إن إيران تدعم الانقلاب، واكد للسفير السوري أنت تتحدث معي بطريقة وتلفت إلي موقعنا كأننا إلي جانب إسرائيل، وإذا كررت هذا الكلام فسوف يكون لي موقف آخر .
فرد أحمد بحدة لا تهدّدني، وإذا تكلمت أنت بكلام مختلف فسوف تسمع مني ما لم تسمعه من أحد قبلاً. وأنا أقول لك وللمجتمعين إن الجامعة العربية يجب أن تكون علي مسافة من الجميع في لبنان، وهناك المبادرة العربية التي أقرت هنا، والتي يعرف الأمين العام أنها خطة مرحب بها لدي الجميع علي أســـاس أنها سلة وليست مجموعة خطوات منفصلة .

No comments: